سباق القلوب إلى رمضان - أبناؤنا و رمضان
أبناؤنا ورمضان: هل تمنيتِ يوما أن يكون أولادك من الصالحين المقربين لله عز وجل حين يكبرون؟ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله... ) وذكر منهم: (وشاب نشأ في عبادة الله)» [رواه البخاري ] يقول الشيخ بن العثيمين رحمه الله تعليقا على الحديث: (نشأ منذ الصغر وهو في العبادة، فهذا صارت العبادة كأنها غريزة له، فألفها وأحبَّها، حتى إنه إذا انقطع يوماً من الأيام عن العبادة تأثر) [شرح صحيح البخاري] لذلك ينبغي عليكِ إعانة أبناءك على الطاعة منذ الصغر، إعانتهم بتيسيرها لهم وغرس حبها في قلوبهم خاصة في مواسم العبادات.
وذلك من خلال التحدث إليهم عنها وتشويقهم إليها وذكر أحوال السلف فيها مع تحفيزهم ومكافئتهم على ممارستها بشرط أن تكوني – أنتِ - قدوة حسنة لهم فيها.
فقبل حلول رمضان بأشهر، تبدئي بتهيئتهم نفسيا بالتحدث عن فضل هذا الشهر، واستعداداتكم لصناعة زينة رمضان معا لإدخال السرور على قلوبهم وترك ذكريات جميلة تدوم معهم طوال العمر.
ثم تتفقا على أهمية تدربهم على الصيام قبل قدوم رمضان بفترة، فإن كانت أول مرة لهم يصومون فيها، لتكون البداية بصوم اليوم من الفجر حتى الظهر ثم بعد فترة التدرج حتى العصر وبعد ذلك الصيام حتى المغرب.
ثم يكون الصيام ليوم واحد بالاسبوع، وبعد ذلك يكون الصيام يومي الإثنين والخميس والاستمرار على ذلك حتى رمضان ليكونوا قادرين على صيام الشهر كاملا بعون الله.
أما فيما يخص الصلاة، فيمكنك دعوتهم ليصلوا معكِ (أو وحدهم) أربعة ركعات بعد صلاة العشاء بنية قيام الليل ليتدربوا على قيام الليل وليكون لديهم القدرة على صلاة التراويح في رمضان بعون الله، كون صلاة التراويح يكون لها ذكريات جميلة وأثر عميق في النفس.
أما تلاوة القرآن، فيمكنك حثهم على تلاوة ما لا يقل عن نصف صفحة يوميا ثم زيادتها إلى صفحة ثم صفحتين وهكذا بما تناسب مع طاقتهم وقدراتهم، مع الاهتمام بتفسير بعض الآيات ليتدبروها.