قصيدة: إلى رمضان

29/03/2022
تحميل المقال
قصيدة: إلى رمضان

قلبي لأيامِ الهدى ظمآنُ *** وإلى جلالكَ عاشقٌ ولهانُ وإلى سُويعات السكينة والرضى 

إني بغيرك تائهٌ حيرانُ وأنا جَوى والوجدُ يخفُقُ في دمي *** يا سيدَ الأيامِ يا رمضانُ نفسي التي صدِئتْ وأثقلها العَنَا 

خلف السرابِ وهدَها الجَرَيَانُ تهفو إلى زمنٍ يعيد سمَّوها *** فيه الصفا والطُهر، والإحسانُ فلقد عهدتُك بالسَّنا متدثراً 

وعهدتُ أنك رحمةٌ وأمان وعهدتُ أنك شهرُ عزٍ وعُلا *** وشَّى خيوطَ المجدِ فيك بيانُ فيك انتصاراتُ الخلود تتابعتْ 

شهدت عليها الأرضُ والأكوانُ قلبي إلى ذاك الزمان مسافرٌ *** وإلى الذي قد كنتَه لهفانُ وإلى فتى الإسلام تشربُ نورَه 

الأرضُ، والتاريخُ، والإنسانُ والزحفُ، والنصرُ الجليلُ، وفتيةٌ *** علّمَتهم سُوَرَ الجهادِ فكانوا شوقي إلى بدر يرفرفُ تاجُها 

فوق ا?دهورِ فصوّح الطغيانُ وإلى سموّ الفتح في أم القرى *** صدَح الأذانُ ودُكّتِ الأوثانُ وإلى ثرى حطينَ قلبي طائرٌ

يزهو صلاحُ الدين والإيمانُ ما كنتَ شهراً كالشهور جميعها *** أو كان مثَلكَ في الزمانِ زمانُ بل كنتَ جوهرةَ الدهور تألقتْ 

لمَا تنزّل كالضّيا القرآنُ فإذا لنا فوقَ النجوم بيارقٌ *** وبكلِّ أرضٍ حكمةٌ ولسانُ ماذا أقول اليومَ يا رمضان؟ 

حلَ الصِّغارُ، وخيّم الخذلانُ قلبي على جمر الأسى متحرقٌ *** ونمتْ على شطآنه الأحزانُ عادتْ جيوشُ الكفر تدهم أمتي

ويقودها من قرنِها الشيطانُ من كلِّ فجِ أقبلتْ فرسانُهم *** وعتلا شعارُ الغدر والصُّلْبانُ شوقي إلى حطينَ أخرى، إنه

عاد الصليبُ يسوقه البُهتَانُ وجميعَ أرضِ المسلمينَ تسوّروا *** لم تنجُ من أرجاسهم أوطانُ رمضانُ لم يوقظْ كرامة أمتي

أو يصحُ فيه من الكرى وسنانُ قد كان رمزَ جهادها وجلادها *** كم ساح فيه إلى الفِدا فرسانُ جعلوه شهر مآكلٍ ومشاربٍ

يزهو به العطشانُ والجوْعَانُ جعلوه شهراً للرذيلة والخنا *** وتنافسٍ يعصى به الرحمنُ أو سهرةً ممطوطة حتى "الصبا

ح" يقودها المخمورُ والعُرْيانُ عُدْ شهر فتح مثلما عوّدتنا *** غرق السفين ومالنا رُبّانُ عُدْ شهر قرآن، فما في غيره

بين الضلالة والهدى فرقانُ